فصل: تفسير الآية رقم (111):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (107):

{أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {غاشية من عذاب الله} قال: تغشاهم.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {غاشية من عذاب الله} قال: واقعة تغشاهم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {غاشية} قال: عقوبة من عذاب الله.

.تفسير الآية رقم (108):

{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)}
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {قل هذه سبيلي} قال: دعوتي.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن الربيع بن أنس رضي الله عنه مثله.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس- رضي الله عنهما- {قل هذه سبيلي} قال: صلاتي.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {قل هذه سبيلي} قال: أمري وسنتي ومنهاجي.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {على بصيرة} أي على هدى {أنا ومن اتبعني}.

.تفسير الآية رقم (109):

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109)}
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم من أهل القرى} أي ليسوا من أهل السماء كما قلتم.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم} قال: إنهم قالوا {ما أنزل الله على بشر من شيء} [ الأنعام: 91] وقوله: {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} {وما تسألهم عليه من أجر} وقوله: {وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها} وقوله: {أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله} وقوله: {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم} قال: كل ذلك قال لقريش أفلم يسيروا في الأرض فينظروا في آثارهم فيعتبروا ويتفكروا.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم من أهل القرى} قال: ما نعلم أن الله أرسل رسولاً قط إلا من أهل القرى، لأنهم كانوا أعلم وأحكم من أهل العمود.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم} قال: فينظروا كيف عذب الله قوم نوح وقوم لوط وقوم صالح والأمم التي عذب.

.تفسير الآية رقم (110):

{حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110)}
أخرج أبو عبيد والبخاري والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه من طريق عروة، أنه سأل عائشة رضي الله عنها عن قوله: {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا} قال: قلت: أكذبوا، أم كذبوا؟ قالت عائشة- رضي الله عنها بل {كذّبوا} يعني بالتشديد، قلت: والله لقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم، فما هو بالظن. قالت: أجل، لعمري لقد استيقنوا بذلك. فقلت لعلها {وظنوا أنهم قد كذبوا} مخففة. قالت: معاذ الله، لم تكن الرسل لتظن ذلك بربها. قلت: فما هذه الآية؟ قالت: هم اتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم، وطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر، حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم، وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذبوهم، جاءهم نصر الله عند ذلك.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه، عن عبد الله بن أبي مليكة رضي الله عنه أن ابن عباس- رضي الله عنهما- قرأها عليه {وظنوا أنهم قد كذبوا} مخففة. يقولوا اخلفوا، وقال ابن عباس- رضي الله عنهما- وكانوا بشراً، وتلا {حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله} [ البقرة: 214] قال ابن أبي مليكة: فذهب ابن عباس- رضي الله عنهما- إلى أنهم يئسوا وضعفوا، فظنوا أنهم قد أخلفوا، قال ابن أبي مليكة: وأخبرني عروة عن عائشة أنها خالفت ذلك وأبته وقالت: ما وعد الله رسوله من شيء إلا علم أنه سيكون قبل أن يموت، ولكنه لم يزل البلاء بالرسل حتى ظنوا أن من معهم من المؤمنين قد كذبوهم، وكانت تقرؤها {وظنوا أنهم قد كذبوا} مثقلة للتكذيب.
وأخرج ابن مردويه من طريق عروة، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {وظنوا أنهم قد كذبوا} بالتشديد.
وأخرج ابن مردويه من طريق عمرة، عن عائشة، عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قرأ {وظنوا أنهم قد كذبوا} مخففة.
وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه من طرق، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أنه كان يقرأ {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا} مخففة. قال: يئس الرسل من قومهم أن يستجيبوا لهم، وظن قومهم أن الرسل قد كذبوهم فيما جاؤوهم به {جاءهم نصرنا} قال: جاء الرسل نصرنا.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ، عن تميم بن حرام قالت: قرأ على ابن مسعود رضي الله عنه القرآن فلم يأخذ علي إلا حرفين {كل أتوه داخرين} فقال: أتوه، مخففة.
وقرأت عليه {وظنوا أنهم قد كذبوا} فقال: {كذبوا} مخففة قال: {استيأس الرسل} من أيمان قومهم أن يؤمنوا لهم، وظن قومهم حين ابطأ الأمر {أنهم قد كذبوا}.
وأخرج ابن مردويه من طريق أبي الأحوص، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سورة يوسف {وظنوا أنهم قد كذبوا} خفيفة.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن ربيعة بن كلثوم قال: حدثني أبي أن مسلم بن يسار رضي الله عنه سأل سعيد بن جبير رضي الله عنه فقال: يا أبا عبد الله، آية قد بلغت مني كل مبلغ {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا} فهذا الموت إن نظن الرسل أنهم قد كذبوا أو نظن أنهم قد كذبوا مخففة. فقال سعيد بن جبير رضي الله عنه {حتى إذا استيأس الرسل} من قومهم أن يستجيبوا لهم، وظن قومهم أن الرسل كذبتهم {جاءهم نصرنا} فقام مسلم إلى سعيد فاعتنقه وقال: فرج الله عنك كما فرجت عني.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن إبراهيم، عن أبي حمزة الجزري قال: صنعت طعاماً فدعوت ناساً من أصحابنا، منهم سعيد بن جبير والضحاك بن مزاحم، فسأل فتى من قريش سعيد بن جبير رضي الله عنه فقال: يا أبا عبد الله، كيف تقرأ هذا الحرف؟ فإني إذا أتيت عليه تمنيت أني لا أقرأ هذه السورة {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا} قال: نعم {حتى إذا استيأس الرسل} من قومهم أن يصدقوهم، وظن المرسل إليهم أن الرسل {قد كذبوا} فقال الضحاك رضي الله عنه لو رحلت في هذه إلى اليمن، لكان قليلاً.
وأخرج ابن جرير، عن مجاهد رضي الله عنه أنه قرأها {كذبوا} بفتح الكاف والتخفيف. قال: استيأس الرسل أن يعذب قومهم، وظن قومهم أن الرسل قد كذبوا {جاءهم نصرنا} قال: جاء الرسل نصرنا. قال مجاهد: قال في المؤمن {فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم} [ غافر: 83] قال قولهم: نحن أعلم منهم ولن نعذب، وقوله: {وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} [ الزمر: 48] قال: حاق بهم ما جاءت به رسلهم من الحق.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس- رضي الله عنهما {فننجي من نشاء} قال: فننجي الرسل ومن نشاء {ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين} وذلك أن الله تعالى بعث الرسل يدعون قومهم، فأخبروهم أنه من أطاع الله نجا، ومن عصاه عذب وغوى.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس- رضي الله عنهما- {جاءهم نصرنا} قال: العذاب.
وأخرج أبو الشيخ عن نصر بن عاصم- أنه قرأ {فنجا من نشاء}.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي بكر- أنه قرأ {فننجي من نشاء}.
وأخرج أبو الشيخ، عن السدي- {ولا يرد بأسنا} قال عذابه.

.تفسير الآية رقم (111):

{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)}
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {لقد كان في قصصهم عبرة} قال: يوسف واخوته.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {لقد كان في قصصهم عبرة} قال: معرفة {لأولي الألباب} قال: لذوي العقول.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن قتادة رضي الله عنه {ما كان حديثاً يفترى} والفرية، الكذب {ولكن تصديق الذي بين يديه} قال: القرآن، يصدق الكتب التي كانت قبله من كتب الله التي أنزلها قبله على أنبيائه، فالتوراة والإِنجيل والزبور، يصدق ذلك كله ويشهد عليه أن جميعه حق من عند الله {وتفصيل كل شيء} فصل الله به بين حرامه وحلاله، وطاعته ومعصيته.
وأخرج ابن السني والديلمي، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا عسر على المرأة ولادتها أخذ اناءٌ نظيفٌ وكُتِبَ عليه {كأنهم يوم يرون ما يوعدون...} [ الأحقاف: 35] إلى آخر الآية {وكأنهم يوم يرونها} [ النازعات: 46] إلى آخر الآية {ولقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب....} إلى آخر الآية، ثم تغسل وتسقى المرأة منه وينضح على بطنها وفرجها».

.سورة الرعد:

.تفسير الآية رقم (1):

{المر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1)}
أخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {المر} قال: أنا الله أرى.
وأخرج ابن جرير، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {تلك آيات الكتاب} قال: التوراة والإِنجيل {والذي أنزل إليك من ربك الحق} قال: القرآن.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {تلك آيات الكتاب} قال: الكتب التي كانت قبل القرآن {والذي أنزل إليك من ربك الحق} أي هذا القرآن.

.تفسير الآيات (2- 3):

{اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3)}
أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عكرمة رضي الله عنه قال: قلت لابن عباس- رضي الله عنهما- إن فلان يقول: إنها على عمد، يعني السماء. فقال: اقرأها {بغير عمد ترونها} أي لا ترونها.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {رفع السموات بغير عمد ترونها} قال: وما يدريك لعلها بعمد لا ترونها.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وأبو الشيخ، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {بغير عمد ترونها} يقول: لها عمد، ولكن لا ترونها. يعني الأعماد.
وأخرج ابن جرير، عن إياس بن معاوية رضي الله عنه في قوله: {رفع السماوات بغير عمد ترونها} قال: السماء مقبية على الأرض مثل القبة.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: السماء على أربعة أملاك، كل زاوية موكل بها ملك.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {بغير عمد ترونها} قال: هي بعمد لا ترونها.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن الحسن وقتادة- رضي الله عنهما- أنهما كانا يقولان: خلقها بغير عمد. قال لها قومي فقامت.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر، عن معاذ قال: في مصحف أبي {بغير عمد ترونه}.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى} قال: أجل معلوم، وحد لا يقصر دونه ولا يتعدى.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {يدبر الأمر} قال: يقضيه وحده.
وأخرج أبو الشيخ، عن قتادة في قوله: {لعلكم بلقاء ربكم توقنون} قال: إن الله إنما أنزل كتابه وبعث رسله، ليؤمن بوعده ويستيقن بلقائه.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن عمر بن عبد الله، مولى غفرة. أن كعباً قال لعمر بن الخطاب: إن الله جعل مسيرة ما بين المشرق والمغرب، خمسمائة سنة. فمائة سنة في المشرق، لا يسكنها شيء من الحيوان، لا جن ولا إنس ولا دابة ولا شجرة. ومائة سنة في المغرب بتلك المنزلة، وثلثمائة فيما بين المشرق والمغرب يسكنها الحيوان.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمر: والدنيا مسيرة خمسمائة عام، أربعمائة عام خراب ومائة عمار، في أيدي المسلمين من ذلك مسيرة سنة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية، عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال: ما العمارة في الدنيا في الخراب إلا كفسطاط في البحر.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي الجلد رضي الله عنه قال: الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ، فالسودان اثنا عشر ألفاً، والروم ثمانية، ولفارس ثلاثة، وللعرب ألف.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن خالد بن مضرب رضي الله عنه قال: الأرض مسيرة خمسمائة سنة، ثلثمائة عمار، ومائتان خراب.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن حسان بن عطية رضي الله عنه قال: سعة الأرض مسيرة خمسمائة سنة، البحار ثلثمائة، ومائة خراب، ومائة عمران.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: الأرض سبعة أجزاء: ستة أجزاء فيها يأجوج ومأجوج، وجزء فيه سائر الخلق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: ذكر لي أن الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ، اثنا عشر ألفاً منه أرض الهند، وثمانية الصين، وثلاثة آلاف المغرب، وألف العرب.
وأخرج ابن المنذر عن مغيث بن سمي رضي الله عنه قال: الأرض ثلاثة أثلاث، ثلث فيه الناس والشجر، وثلث فيه البحار، وثلث هواء.
أما قوله تعالى: {وجعل فيها رواسي}.
أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: إن الله تبارك وتعالى حين أراد أن يخلق الخلق، خلق الريح فنشجت الريح، فأبدت عن حشفة، فهي تحت الأرض. ومنها دُحيت الأرض حيث ما شاء في العرض والطول، فكانت تميد فجعل الجبال الرواسي.
وأخرج ابن جرير عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما خلق الله الأرض، قمصت وقالت: أي رب، تجعل عليّ بني آدم يعملون عليّ الخطايا ويجعلون عليّ الخبث؟ فأرسل الله فيها من الجبال ما ترون وما لا ترون، فكان إقرارها كاللحم ترجرج.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم، عن عطاء رضي الله عنه- قال: أول جبل وضع في الأرض، أبو قبيس.
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {جعل فيها زوجين اثنين} قال: ذكراً وانثى من كل صنف.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {يغشي الليل النهار} أي يلبس الليل النهار.